تدهور قطاع السياحة في اليمن بسبب تنظيم القاعدة والاحتجاجات الانفصالية

صنعاء 22 سبتمبر 2010 (شينخوا) قال مسؤولون ورجال أعمال يمنيون إن السياحة في اليمن، خصوصا في المدن الجنوبية، تدهورت بسبب الهجمات المسلحة المتوالية لتنظيم "القاعدة" والاحتجاجات الانفصالية المسلحة التي تشهدها تلك المدن منذ مارس 2007. وكشفت إحصائية صادرة عن وزارة السياحة اليمنية، عن أن الاحتجاجات الانفصالية المسلحة في الجنوب تسببت بخسارة نصف مليون زائر محلي وأجنبي خلال عيد الفطر المنصرم لمدينة عدن الساحلية . ومنذ أواخر عام 2009، درج مسلحون انفصاليون على اعتراض المسافرين، خصوصا الذين ينتمون للمحافظات الشمالية، ونهب سياراتهم، وقتل من يحاول مقاومتهم. واكد نائب مدير مكتب السياحة بمدينة عدن جعفر أبو بكر تسجيل 87 ألف زائر فقط خلال عيد الفطر هذا العام ، بعد أن تجاوز عددهم 600 ألف زائر خلال العام الماضي 2009. بالمقابل، ارتفع عدد زوار مدينة الحديدة الساحلية بغرب البلاد ، إلى 350 ألف زائر هذا العام ، بعد أن كان 280 ألف زائر فى العام الماضي. ويرى عيدروس عبيد، مالك ومدير فندق المعلا بمدينة عدن، أن السياحة "تدهورت بسبب الاحتجاجات الانفصالية المسلحة والأوضاع الأمنية غير المستقرة في اليمن بشكل عام"، لافتا إلى أن السياح "أحجموا" عن زيارة مدينة عدن بسبب "عدم تأمين الطرق" التي تمر عبر محافظتي الضالع ولحج، أبرز معاقل "الحراك الجنوبي" الانفصالي.. وقال عبيد :" إيرادات الفندق لا تكفي الآن لتسديد فاتورة خدمة الكهرباء". واعتبرت السائحة الألمانية مرسيليا جيرلاخ، التي زارت اليمن أواخر العام الماضي، أن اليمن "بلد جميل ورائع لكنه يحتاج إلى المزيد من الجهد من اجل إصلاح المنظومة الأمنية والدبلوماسية"، مدللة على ذلك بأن الخارجية الألمانية تنشئ أقساما خاصة في سفاراتها "تعنى بدرجة رئيسية بعملية الترويج للبلد وسياحته رغم أنها بلد معروف على المستوى الدولي". وتوقع مسؤولون حكوميون ومراقبون محليون انخفاض عوائد السياحة هذا العام بسبب "إحجام" السياح الأجانب عن زيارة اليمن "خوفا" من هجمات محتملة لتنظيم القاعدة الذي هدد في يونيو الماضي "بإشعال الأرض تحت أقدام النظام اليمني". وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة السياحة اليمنية عبد الجبار سعيد إن السياحة "صناعة حساسة تتأثر بالأحداث السلبية التي تؤدي إلى تخوف السياح". واكد أن "عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن، أدى إلى شدة التحذيرات التي أطلقتها الدول المصدرة للسياحة، وهو ما تسبب بتناقص أعداد السياح الأجانب " خاصة مع قيام الشركات السياحية برفع الغطاء التأميني. واشار سعيد إلى أن الكساد السياحي "تسبب بإغلاق بعض المنشآت السياحية"، أو "الاستغناء عن بعض العمالة" التي لديها. واكد بأن الاحتجاجات في الجنوب أو الحرب ضد القاعدة أو التمرد المسلح لجماعة الحوثي في الشمال "عوامل أدت إلى توقف عملية الاستثمارات والتنمية في البلاد". يذكر ان الاقتصاد اليمني المتعثر يحتاج بشدة لعوائد السياحة التي تمثل ثلاثة بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي. بلغ عدد السياح الذين زاروا اليمن العام الماضي مليون و24 ألف و870 سائح وسائحة ووصلت عائدات اليمن من السياحة العام الماضي الى 899 مليون دولار ، محققة ارتفاعا طفيفا قدره 13 مليون دولار عن عام 2008، حسب البيانات الرسمية.